Pages

الأحد، 4 مايو 2014

يارب اجبرني





وأنا نازل في الأسانسير في أحد الأبراج السكنية العملاقة 
هذا البرج السكني الذي يقطن به العديد من الأطباء والمحاسبين 
والمستشارين وطبعًا زي ما كلنا عارفين لما يكون برج 
أو عمارة سكنية فيه عيادات دكاترة أوأشغال ناس 
بنلاقي في نفس الوقت فيه حرب شعواء بين الناس
 اللي بيجوا يكشفوا عند الدكاترة وبين سكان العمارة الأصليين ..
سكان العمارة موتهم وسمهم إن حد من الناس دول يستخدم الأسانسير
 حتى ولو بيموت والناس التانيين عشان فيه منهم الكبير 
والفقير وذا الحاجه والمريض المكسح فيقعدوا يتحايلوا
على الراجل البواب أكتر من نص ساعه عشان يطلعهم 
ولا حياة لمن تنادى.... وعشان مش أي واحد ينفع في المهمة دي
 فسكان العمارة بيختاروا واحد غتيت أوي ويمسكوه بواب
والراجل الغتيت دا مش حافظ غير كلمة واحدة ( ممنوع )
ممنوع يا حضرت ... ممنوع يا أستاذ ... ممنوع يا أمه
وبالتالي كل توسلات الناس انها تستخدم الأسانسير تذهب مع الريح
وفي نهاية المطاف يضطر المسكين آسفًا إنه يطلع ع السلالم 
للدور الرابع أو الخامس وتخيل بقى حضرتك لما يكون
 أصلا الراجل دا طالع يكشف عن دكتور عظام أو دكتور
 أعصاب يعني رجليه شايلاه بالعافية أصلًا 
تخيل كم المعاناة اللي بيعانيها عشان يوصل
المهم بحكم عملي فأنا من الناس المرضي عنهم اللي 
بيستخدموا الأسانسير مرتين اسبوعيًا
وفي كل مرة لازم الراجل البواب يسألني : رايح فين يا أستاذ ؟
وأرد عليه نفس لرد : يعني أنا بقالي سنه بطلع لسه محفظتنيش ..
 عامة أنا رايح للأستاذ ( س ) اللي ساكن في الدور التامن ...
 يقولي : اه ماشي طب اتفضل هو في الدور التامن
- لا يا خي تصدق مكنتش أعرف طب منا لسه قايلك
نرجع بقى تاني نعيد الكلام م الأول عشان أنا نسيت كنت بقول ايه ... اه
وانا نازل من الاسانسير في احد الأبراج السكنية العملاقة
 ولما وصلت للدور الأرضي وفتحت الباب آخذًا في الخروج
 أفاجأ بامرأة عجوز تستند على يد سيدة أخرى أكثر منها
صحة وأقل سنًا والمرأة العجوز لا تكاد تستطيع المشي
 وقفت أمامي ثم قالت: والنبي يابني عايزة اطلع للدكتور ... 
في الدور الرابع ممكن تركبني الأسانسير وتشغلهولي
فما كان مني إلا أن جريت على الفور وفتحت لها الباب 
وطلبت لها الدور الرابع قائلًا لها:
اتفضلي يا أمي بس بسرعة قبل الراجل البواب ما يشوفك .
ركبت السيدة العجور المصعد وأغلقت الباب وهمّ المصعد بالصعود
 فما كان منها إلا أن قالت لي : روح يابني اللهي تنجبر
......
انتهت القصة لكن لم تنته الكلمة من عقلي
 فمثل هذه الدعوت لا تدعوها إلا السيدات الريفيات
البسيطات فأمي دائمًا ما تقولها لي : 
اللهي ربنا يجبرك يا ابراهيم يابن بطني
وعندما عدت للمنزل وفتحت معجمي لأبحث عن معني الفعل ( جَبَرَ ) 
وإذ بي أجد العجب العجاب
.........
جبَرَ: ( فعل ) جبَرَ يَجبُر ، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً ، فهو جابِر ، 
والمفعول مجبور - للمتعدِّي جبَر العظمُ : صلَح جبَر العظمَ المكسورَ : أصلح كسرَه ، وضع عليه جبيرة جبَر القلوبَ المنكسرة : آسى المحزونين ، واساهم جبَر الفقيرَ / جبَر اليتيمَ : كفاه حاجتَه ، 
أصلح حاله ، أحسن إليه ،
  اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي ( حديث ) جبَر الأمرَ : أصلحه وقوَّمه جبَر الكسرَ : ( الجبر والإحصاء ) أكمله إلى الواحد الصَّحيح
جبَره على العمل وغيره : قهره عليه وأكرهه ، ألزمه إيّاه
جبَر كسرَه : أصلح شئونه وعوّضه عمّا خسِر جبَر خاطرَه / جبَر بخاطرَه : أجاب طلبَه ،
  عزّاه وواساه في مصيبةٍ حلَّت به ، أزال انكساره وأرضاه

الاثنين، 10 فبراير 2014

حولي ملايين لكني وحيدة





منذ طفولتي وأنا مختلفة عن الآخرين ...
 مختلفة عن أخواتي ... عن صديقاتي
يعتبرونني أضحوكة البيت إن كنت فيه ..
 وفراشة الأصحاب إن خرجنا سويًأ
أخي الصغير يسميني ( الجميلة )
 وصار يناديني بهذا الاسم حتى أنساني اسمي 
هو يعتبرني كل حياته وأنا كذلك أعتبره هو الحياة
بالمناسبة أنا ( منال ) .. هذا اسمي ..
 وإن شئت فضع كلمة ( صعبة ) قبله
فأنا بالفعل صعبة المنال .... لكنني جميلة كما أنا
أينما ذهبت لأي مكان أصبحت لغزًا لمن حولي ...
 لا أحد يعرف ما بداخلي
لا أحد يستطيع الولوج لمكنون قلبي ....
 لا أحد يتكهن بما أفكر فيه
في منتصف عقدي الثالث لكن عمري ألف عام ..
 وجهي الجميل كساه شحوب الخوف
الخوف مما مضى .. الخوف مما قد يأت ...
 الخوف من المجهول .. الخوف منك
لم أحب في حياتي سوى مرة واحدة ...
حاول العشرات القرب مني ..
. لكنني لم أجد فيهم من يملأ قلبي قبل عيني
أما هو فقرر أن يرحل ويتركني ...
 وكنا في بداية الطريق معًا ... قرر أن يسافر بلا رجعة
وقررت روحي أن تسافر معه ..
 هو تزوج من بلاد الغربة .. وتركني وحيدة في بلاد القهر والكبت
أتنسم أخباره من بعيد .
. وأمني نفسي برؤيته من جديد .. بكلامه معي ..
 وابتسامته لي.... لا أكذب إن قلت إنني أشعر أنني لا أعيش ...
 حولي الكثير لكنني وحيدة 
أعطيهم الابتسامات كما كان حبيبي يعطيني حبات الشيكولاته ...
 أداعبهم بكلماته اللي كان يشجيني بها
أقرا لهم من شعره .... وأغني لهم أغانيه ... 
وألبس من ملابسي ما كان يحبه
عذرا صديقاتي رغم كثرتكم وقربكم مني ...
 عذرا أهلي رغم حبكم لي وخوفكم علي
عذرا يا كل من يعرفونني ...
 لم تستطيعوا أن تعوضوا ما قد ضاع مني 
( رسالة على الإيميل وصلتني من مجهول )