Pages

الخميس، 14 مايو 2009

احبك بقدر الدموع التي تساقطت من اجلك


20 مارس 1999

اكثر تاريخ تحفظه ذاكرتي لانه اليوم الذي يحمل اليوم الاكثر حزنا في حياتي

يومها كنت في الصف الاول الاعددادي اي منذ عشر سنوات تقريبا

استيقظت في الصباح علي اصداء نبأ مفزع يقول إن صديق عمري ( سيد )

قد اصيب في حادث في مدينة دمنهور اثناء توجهه مع والدته واخيه الاصغر الي مدرسة النور والامل

المخصصة للمكفوفين

لم يكن سيد مكفوفا بل كان لديه عيب خلقي في عينيه جعل امكانية استمراره في التعيلم العادي امر صعب

كانت فترة دراستي مسائية ومن ساعة ما سمعت الخبر وانا في حالة هلع وفزع علي مصير صديقي

بل كلمة صديق لا تكفي انه ابن عمتي تربينا سويا ولعبنا سويا كنا لا نفارق بعضنا الا علي ميعاد النوم بل في بعض الايام

كان احدنا ينام في بيت الاخر

تغلبت علي خوفي وذهبت الي مدرستي ومازال قلبي يرجف خوفا عليه فلقد جاءت الانباء بانه اصيب في حادث وتوجهوا به الي المستشفي

وبعد ساعات قليله وكنت داخل الفصل ومدرستنا قريبه جدا من احد المساجد واذ بصوت مكبر صوت بالمسجد يعلن خبر وفاته

لا اريد ان اقول كم شعرت حينها ف( سيد ) كان اولي الفرحات التي اخذت من حياتي ليس من حياتي وحدي

بل من حياة بلدتنا باكملها

كان رحمه الله كالنسيم فعلا ولد ليموت مثل اولئك الذين يولدون لكي يؤثرو فينا ثم يموتو ليتركونا نتحسر علي فقدانهم

كان يتمتع بمواهب عديده لعل اهمها قدرته علي قراءة القران باصوات العديد من المشايخ

كان رحمه الله ذا صوت لم اسمعه من احد الي الان

ذهبنا سويا الي الكتاب وحفظنا القرءان معا وكم كانت سعادتنا اثناء انتهاء الكتاب واذا بشيخنا الجليل ينادي علينا

لنلتف حوله ويطلب من ( سيد ) ان يسمعنا بعضا مما حفظ

اصبت بحالة من فقدان الوعي وانا بداخل الفصل فقد انفصلت عمن حولي وانخرطت في موجه من البكاء الذي احرق وجهي بقدر

ما كانت عيناي تراه

انا في الفصل لا اقدر علي الخروج وهم في المسجد يشيعونه وانا اتابعهم لحظة بلحظة وشيخنا يودعه بنفسه وانا اتابع كل ذلك عن طريق مكبر صوت المسجد وعرفت قدر ما كان يحبه شيخي الغالي وهو يبكي عليه ويقول له الي جنة الفردوس

رجعت الي البيت وذهبت الي مكان بعيد علي سطح المنزل حيث لا يراني احد وبكيته بكاء مرا

ليت البكاء ينفع يا حبيبي لقد افقتدتك بشده

لكنك ما زلت في قلبي حتي وان نسيك الاخرون

انا لا اتذكر تاريخ مولدك لكني اذكر تاريخ وفاتك لانها الذكري الاكثر تاثيرا في

الان انت تجلس حول سيدنا ابراهيم يحفظك القران وتتنعم بنعيم الجنة وانا هنا يا ( سيد ) تتخبطني الدنيا

ارجو منك ان تدعوا لي وان تتمني لي ان الحق بك

هنئا لك الجنة يا صديقي

فانت طفل شهيد لم ياثم فمك ولم تاثم عيناك

وقد امتلات اعضائي بالاثام جيمعها

ان لحقت بك في الجنة فسوف اريك يا ( سيد ) كم احيك وكم بكت عيناي الصغيرة عليك وكم انسكبت مني الدموع

وان لم الحق بك ( اعاذني الله ) فانا متاكد بانك ستكون اول من تزورني

حتي القاك.............. بلغ ابي ابرهيم خليل الله ورسولي محمد مني السلام

وسلام عليك وعليهم

هناك تعليق واحد:

همس يقول...

ونعم الاخلاص والوفاء انت خير صديق بارك لك الله ولحقت به فى جنه الفردوس