Pages

الاثنين، 18 مايو 2009

ليله علي الطريق الصحراوي ( الجزء الثاني)


تأهب الركاب خاصة الشباب منهم لمساعدة السائق في تغيير اطار السيارة وكانت المفاجاة التي الجمت الجميع صمتا

وهي ان الاخ السائق لم يكن معه اطار احتياطي او ما يسمي ( استبن ) وعندما اخبرنا بذلك استشاط الجميع غضبا وهم بعضهم

ان يبطش بالسائق وبمن معه الا ان كبار السن منا هدأوا من روع الشباب واصبح لزاما علي الجميع ان يتعاملوا مع الوضع الجديد

لكن ماذا نفعل في هذا المكان ؟

بعض ممن كانوا معي نزلوا علي الطريق الذي تسير عليه السيارات كأنها النحل او الصواريخ وأمل هؤلاء ان تقف اي سيارة

تقلهم الي اقرب مكان فيه بشر

الطريق مظلم تمام ليس فيه اي ضوء ينير المكان اللهم الا اضواء السيارات القادمه والراحله وتجمع معظم من كانوا معي في السياره

علي الطريق كلهم يشير للسيارات القادمة ... ولكن دون جدوي

الجو يزداد اختناقا والحرارة ترتفع شيئا فشيئا حتي تصبب الجميع عرقا ونفذت المياه تقريبا لان الجميع لم يعمل حسابه لهذا الظرف

الوقت مر ... ولم يتغير الوضع وكل ما يفعله السائق الغير مسؤل الاتصال لا نعرف بمن وابلاغهم اننا عالقون في الطريق

دخلت الي داخل السياره التي لم يوجد بها الا الفتيات وبعض الاطفال مع امهاتهم والرجل الاندونيسي وبناته وزوجته

والكل يسأل ما الجديد وماذا سيفعل السائق ... وانا اجيب : لا ادري علينا الانتظار

الساعه اصبحت التاسعه تقريبا .. ساعتين مضت ولم نبعد عن القاهره اكثر من 20 كيلومترا فقط قطعناها في الصحراء

حيث لا مكان لبشر سوي اشارات ضوئية للسيارات

هنا دبت فكره في غاية الخطورة في عقلية السائق الذي فعل كل هذا بنا وهي انه سيسير بالسيارة وهي هكذا حتي يصل الي اقرب

مكان يصلح فيه الاطار ... اننا مضطرون لذلك مع اننا سنكون معرضون لاخطار جمه علي الطريق اقلها ان السيارة تنقلب في اي لحظه

لان السائق لن يستطيع التحكم في مؤخرة السيارة

المهم

صعد الجميع الي السيارة مرة اخري واحضروا امتعتهم وبدا صاحبنا في السير ببطىء شديد وممل تقريبا لمدة ساعه وكلنا نسمع صوت

الحديد الذي بداخل السيارة وهو يحتك بالاسفلت كاخطر صوت ممكن ان تسمعه اذناك

لقد اخذت صورة لكل منكانوا معنا من الشباب والاطفال والامهات انني اتذكرهم جميعا لم يغيبوا عن ذاكرتي حتي الان

بحيث لو قابلت احدهم يوما ما ساتذكره علي الفور لان ما حدث لنا شىء لا يمكن لاحد عاصره ان ينساه

عم ( جمعه ) مواطن بسيط يعمل في احد المكاتب بالقاهره وارسله صاحب المكتب الي الاسكندريه لكي يتسلم مفاتيح الشقه التي سوف

يفتتحون فيها مكتبهم الجديد في الاسكندريه والرجل مكلف ان يقابل صاحب الشقه في 12 تمام لان صاحب الشقه سوف يغادر الاسكندريه

بعدها كان عم ( جمعه ) يجلس الي جواري وبالفعل كل من في السيارة احب هذا الرجل انه يتميز بخفة روح عالية جدا وحس فكاهي رائع

لقد حول الموقف الي اضحوكه خاصة عندما كان يسخر من افعال السائق

كل من في السيارة الان يستعملون تليفوناتهم المحموله لكي يبلغوا زويهم بننا سوف نتاخر ساعه او ساعتين عن ميعاد الوصول

حتي عم ( جمعه ) افني رصيده في مكالمة الطرفين صاحب المكتب في القاهره وصاحب الشقه في الاسكندريه

اتصل بي والدي لكي يطمئن .. كنت قد ابلغتهم باني سوف ازور احد اصدقائي ومن المحتمل ان ابيت عنده اذا لزم الامر وعندما كلمني والدي

ابغلته بانني سوف ابيت بالفعل لاني اصبح عندي احساس يقيني باننا سوف نتاخر كثيرا جدا عن ما يعتقد البعض

بالكاد راينا بوادر نور في الطريق من بعيد يبدو انه فعلا مكان لاصلاح اعطال السيارات وما ان وصلنا له حتي نزل الجميع

يتنفسوا بعض الهواء لان ادخل السيارة كان مثل الفرن واصبح الاكسجين داخلها شحيح جدا حتي عندما فتحنا النوافذ ما زادتنا الا لهيبا

وهواء خانقا

المسافه المتبقيه علي الاسكندرية تقريبا 185 كيلو مترا وكاننا كنا نمشي بسرعه السلحفاة كل هذه المسافه اي اننا تقريبا قطعنا 25 كيلو مترا

في ثلاث ساعات

اصلح الرجل الاطار التالف وكانه هو الاخر متامر علينا انه يعمل ببطىء شديد مدعيا اعطاء كل شىء حقه

وصعد الجميع مرة اخري وشىء من السعاده يملا وجوهم لان السيارة ستبدأ الان في السير بسرعتها المعهوده

وسيلحق كل واحد منا بالهدف الذي جاء الي الاسكندرية من اجله

سارت السياره وبدأ الركاب في النوم لان الوقت تاخر اصبحت الحادية عشرة تقريبا اما انا فكنت مستمتعا بالحديث مع عم ( جمعه )

الذي كان يحكي لي مغامراته واصعب الموافق التي مر بها وشاركنا بعض الشباب في الحديث واصبح كل الركاب كانهم يعرفون بعضهم

من زمن بعيد فقد تبادلوا الاطعمه والمياه فيما بينهم وكل واحد منا اعتبر الجميع وكانهم عائلته او مجموعه اصدقائه

حتي الرجل الاندونيسي وزوجته التف حولهما بعض الفتيات الصغار وصادقوا الزوجه التي تعرف شيئا من العربيه

بينما كنت انا معجب بالبنات الصغر بناته سبحان الله كانهن ملائكه يرتدين ثيابا بيضاء مثل التي ترتديها الام والبراءة تبزغ من عيونهم

كنت مرهقا جدا وتمنيت النوم وبالفعل احسست بالنوم علي اعتاب عيني واخبرت عم ( جمعه ) بانني سوف انام قليلا وعليه ان يبلغني عندما

نصل ان شاء الله حتي اتاهب لذلك

ونام معظم من كانوا في السياره ... حتي البنات الصغار وامهم .... الكل شغل نفسه بالنوم ... او ادعي انه ينام حتي يوحي لنفسه

بان الطريق ينطوي سريعا والامل باق في الوصول

بالفعل روحت في نوم اخذني الي تفكير عميق وفي هذه اللحظه دوي انفجار اشد ضرواة من الاول

وفزع الجميع من نومه والسيارة تتمايل وقلبي اصبح يدق بجنون........


البقيه تاتي في الجزء الثالث ان شاء الله


دمتم بخير

ليست هناك تعليقات: