جاء القطار الي المحطة متباطئا يدوي المكان كله بصوته..
توت... توت.... توت....
وانا واقفة في انتظاره .. ويا لحسن حظي النادر الوجود
فقد وجدت الباب امامي فدخلت فيه وانا امني نفسي ان
اجد كرسيا استريح عليه من طول الانتظار
لكن من يحالفني الحظ فالقطار مزدحم جدا ولم تفلح
محاولاتي في العثور علي مكان شاغر
اخترت مكانا بين الزحام ووقفت فيه .. اسندت ظهري
وأضعت كتبي بين ذراعي وشردت بذهني مع الركاب
..
إن القطار عالم اخر فيه الباعه المتجولين
وناس من كل جنس ولون .. فهذا يضحك بصوت عال
وأانا أتسائل هل هو يضحك من أعماق قلبه أم أن بداخله
حزنا يخبئه خلف كل هذا الضحك..
وهذه تتحدث مع صديقتها ..
هل هي فعلا تكن لها كل هذا الحب الذي تحاول
أن تظهره لها أم ما بداخلها غير ذلك...
وهذا ثالث يجلس حزينا شارد الذهن
ياتري هل الدنيا بأكملها تستحق أن يجلس
الانسان حزينا هكذا ...
يا الهي .. ما هذا الازدحام الغريب رجلاي ما عادت
تحملني لقد تعبت جدا من الوقوف
لكن حمدا لله لقد وصل بنا القطار وعليّ أن استعد
لمعركة النزول لانني عندما أنزل من القطار اشعر بان
رجلي لا تلمس الارض من شدة الزحام
.....
رحت أرتب ملابسي واهندم مظهري ثانية
وذهبت لكي أستقل ( اتوبيسا ) وبالفعل وجدته
وحمدت الله انني وجدت مقعدا خاليا فلقد تعبت من الوقوف
داخل القطار فجلست وجلس بجانبي رجل عجوز
وأمتلا ( الاتوبيس ) بالركاب ومن بين هؤلاء الركاب
شخص كان يحمل معه حقيبه كبيره علي كتفه
ولسوء حظه لم يجد مكانا يجلس فيه
وقف هذا الشخص بجانبي ويالغرابة الموقف
انني اشعر انني اعرف هذا الشخص جيدا
نعم إن ملامحه ليست بغريبه علي بل انها مألوفة جدا لعيني
لقد اصبح شكي اقرب لليقين انني اعرفه من قبل
ولكن يا تري من يكون هذا الشخص بملامحه تلك؟
إنه قمحي اللون أسود الشعر طويل القامه ذا عيون عسليه
تمنيت لو تكلم معي أو جلس بجانبي نتبادل الحديث
إن حقيبته تبدوا ثقيله عليه وكان في حيرة من أمره
اين يضعها؟
فطلبت منه ان اخذ الحقيبه لكي اخفف عنه عنائها
لعل هذا الامر يحقق لي ما اتمني
بعدها بلحظات سمعت الرجل العجوز الذي بجواري
يطلب من السائق ان ينزله في المحطه القادمه
فشعرت بنوع من السعاده وخيل لي في لحظه
أن العجوز سوف ينزل ويصبح مكانه خاليا
لكي يجلس فيه هذا الشخص الذي سياخذ مني الحقيبه
وبعد ذلك سيشكرني علي صنيعي فأرد له شكره
ثم انتهزها فرصه للحديث معه
كنت اتمني ان أن اساله عما اذا كنا قد تقابلنا من قبل
فيجيب علي ّ ويفكر معي ونتبادل العبارات ومن يدري
ربما سيكون بيننا حديث طويل وبالطبع سيكون لذيذا
لابعد الحدود فإنه يبدوا وكانه شخصيه ممتعه
وحدث ما كانت اتمناه ووصلنا محطة العجوز التي سينزل
بها وقام العجوز من مكانه مستعدا للنزول
واعتدلت انا في جلستي مستعدة للحديث الطويل الممتع
نزل العجوز في المحطه.. وبالفعل تقرب مني ذلك الشخص
وأخذ حقيبته وشكرني علي ذلك
ولكن يا الهي فقد نزل هو الاخر في نفس المحطه
دون ان يترك لي الفرصه ان اساله
ذهب واخذ مني كل ما تمنيته في لحظه
.....
القصة اللي فوق دي او الخاطره لو حبيتوا تسموها
انا لقيتها وانا بدور في اوراقي القديمة اللي بحب
بين كل فتره والتانيه اني اقرا فيها علشان بتفكرني بكل
شىء جميل من الماضى خاصة واني واحد من اللي بيحبوا يحتفظوا
باي حاجه حتي ولو كانت ورقة ملهاش لازمه
القصة دي مش انا اللي كتبتها لا
دي كتبتها صديقه او زميله كانت معايا في الكليه
انا كنت وقتها في سنه اولي جامعه وهي كانت اكبر مني شويه
لكن القدر جمعنا وكانت مدياهالي علشان اقول رايي
في اول محاولة لها في الكتابه
ياااااااااااااااه دنيا
يعني بقالها تقريبا كدا 6 سنوات
ياتري صاحبتها فين دلوقتي وياتري لو قريتها
في يوم من الايام هتعرف انها اللي كتبتها؟
قصة لحظة
بقلم
شيماء غازي